وقوله:{لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}(أَنَّ) في موضع رفع، لأن {لَوْ} لا يليها إلا فعل، أو ما يرتفع بفعل، وجواب {لَوْ} محذوف، أي: لو ثبت أنكم تعلمون مقدار لبثكم من القول، لما أجبتم بهذه المدة. وقيل التقدير: لو أنكم كنتم تعلمون هذا لما اشتغلتم بالمعاصي.
قوله عز وجل:{عَبَثًا} مصدر في موضع الحال من الكاف والميم، أي: عابثين، كقوله:{لَاعِبِينَ}(١)، أو مفعول له، والمعنى: ما خلقتكم للعبث، فحذف الجار ونصب. [والعبث]: المزاح وفعل ما لا حقيقة له.
وقوله:{وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} فيه وجهان، أحدهما: عطف على {أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ}، فيكون في موضع نصب. والثاني: عطف على {عَبَثًا} على الوجه الثاني، أي: للعبث ولترككم غير مرجوعين، فيكون في موضع نصب لعدم الجار، أو جر على إرادته.
وقوله:{لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ}(هو) في موضع رفع على البدل من موضع {لَا إِلَهَ}، وقد مضى الكلام على نحو هذا في "البقرة" عند قوله: {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ} بأشبع من هذا (٢).
والجمهور على جر {الْكَرِيمِ} على أنه نعت للعرش، وقرئ بالرفع (٣) على النعت (للرب).
(١) سورة الأنبياء، الآية: ١٦. (٢) سورة البقرة، الآية: ١٦٣. (٣) قرأها ابن محيصن كما في المحرر الوجيز ١١/ ٢٥٩. وزاد المسير ٥/ ٤٩٦. والقرطبي ١٢/ ١٥٧. والإتحاف ٢/ ٢٨٩. ونسبها ابن خالويه / ٩٩/ إلى أبي جعفر، وإسماعيل عن ابن كثير أيضًا. وانظر البحر ٦/ ٤٢٤.