قوله عز وجل:{يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ}(يوم) يحتمل وجهين - أحدهما: أن يكون ظرفًا لقوله: {لَا يَحْزُنُهُمُ} أو لـ {الْفَزَعُ} أو لـ {وَتَتَلَقَّاهُمُ}. والثاني: أن يكون مفعولًا به على أن يكون بدلًا من العائد المحذوف في الصلة، أي: هذا يومكم الذي كنتم توعدونه. أو: منصوبًا بإضمار اذكر.
وقرئ:(نطوي) بالنون، و (يطوي) بالياء (١)، فالنون للتعظيم، والياء للغيبة، وكلتاهما ترجع إلى معنى. (وتُطْوَى) بالتاء على البناء للمفعول (٢)، ورفع السماء به على الفاعلية.
وقوله:(كطي السجل للكتاب)(٣) محل الكاف النصب على أنه نعت لمصدر محذوف، أي: طيًّا مثل طي السجل. واختلف في السجل، فقيل: الصحيفة. وقيل: مَلَك يطوي كتب بني آدم إذا رفعت إليه. وقيل: كاتبٌ كان يكتب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٤).
فإذا فهم هذا، فقوله:{كَطَيِّ السِّجِلِّ} فالمصدر الذي هو الطي مضاف إلى المفعول، والفاعل محذوف من اللفظ، والكتاب مصدر، أي: كطي الطاوي السجل ليكتب فيه، أو للكتاب الذي فيه، فيكون الكتاب بمعنى
(١) الجمهور على (نطوي) بالنون. وقرأ مجاهد كما في القرطبي ١١/ ٣٤٦. وشيبة بن نصاح كما في البحر ٦/ ٣٤٣ (يطوي) بالياء. (٢) قراءة صحيحة لأبي جعفر وحده. انظر المبسوط / ٣٠٣/ والنشر ٢/ ٣٢٤. (٣) كذا على القراءة الثانية المتواترة كما سيأتي. (٤) انظر هذه الأقوال وأصحابها في تفسير (السجل): جامع البيان ١٧/ ٩٩ - ١٠٠. والنكت والعيون ٣/ ٤٧٤. والمصباح المضي في كُتّاب النبي ١/ ١٠٤.