قال:{أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا}، فالأبصار الثانية مفسرة لها وموضحة، فهي على هذا مبتدأ، {شَاخِصَةٌ} خبره، {أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا} مبينة لها (١).
وقيل: هي ضمير الساعة، أي: فإذا القيامة، ثم ابتدأ فقال: شاخصة أبصار الذين كفروا، يعضد هذا الوجه قول من جوز الوقف على {هِيَ}(٢).
وقوله:{يَاوَيْلَنَا} في موضع نصب بقالوا المذكور المقدر. وقال الزمخشري: تقديره: يقولون يا ويلنا، و (يقولون) في موضع الحال من {الَّذِينَ كَفَرُوا}، أي: قائلين ذلك (٣).
قوله عز وجل:{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}(ما) موصولة عطف على اسم (إنَّ)، والخبر {حَصَبُ جَهَنَّمَ}. والحصب: اسم الشيء المرمي من حطب وغيره، يقال: حصبته، أي: رميته، وهو بمعنى المحصوب، كالقبض بمعنى المقبوض. وقيل: الحصب: الحطب بلغة حبشة (٤).
(١) هذا هو الوجه الثاني عند الفراء ٢/ ٢١٢. (٢) انظر هذا الوجه أيضًا في زاد المسير ٥/ ٣٩٠. وجامع القرطبي ١١/ ٣٤٢. (٣) الكشاف ٣/ ٢١. (٤) قاله عكرمة كما في معالم التنزيل ٣/ ٢٦٩. وفي معاني الفراء ٢/ ٢١٢. وجامع البيان ١٧/ ٩٥ أنه كذلك بلغة أهل اليمن. وفي المعرّب / ٨٣/ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كذلك بالزنجية. وكلها واحد. (٥) قرأها ابن السميفع كما في المحتسب ٢/ ٦٦. والمحرر الوجيز ١١/ ١٦٧. ونسبها ابن الجوزي ٥/ ٣٩٠ - ٣٩١ إلى أبي مجلز، وأبي رجاء، وابن محيصن.