واختلف في جواب {إِذَا} الواقعة بعد {حَتَّى}، فقيل:{فَإِذَا هِيَ}(١)، وذلك أن إذا المكانية تقع في جواب الشرط سادّة مسد الفاء، كقوله تعالى:{وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ}(٢) فإذا أتت الفاء معها تعاونتا على وصل الجزاء بالشرط على وجه التأكيد (٣).
وقيل: جوابها محذوف (٤)، والتقدير والمعنى: حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج، واقترب قيام الساعة، وبعث الخلق فشخصت أبصارهم، قال هؤلاء الكفار حينئذ تحسرًا، على ما فرطوا فيه:{يَاوَيْلَنَا. .} الآية، وعن الفراء الجواب:{وَاقْتَرَبَ}، والواو صلة (٥).
قوله عز وجل:{فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ}(إذا) للمفاجأة، وقد ذكرت في غير موضع أنها مكانية (٦) بمعنى هناك وَثَمَّ، والعامل فيها {شَاخِصَةٌ}. و {هِيَ}: ضمير مجهول مبهم توضحه (الأبصار) وتفسره، أي: فإذا القصة شاخصة أبصار الذين كفروا, أي القصة أن أبصارهم تشخص في ذلك اليوم مِن هوله، و {أَبْصَارُ الَّذِينَ} مبتدأ، وخبره {شَاخِصَةٌ}، والجملة موضحة للضمير ومفسرة له (٧).
وقيل:(هي) ضمير الأبصار، والتقدير: فإذا الأبصار شاخصة، ثم
(١) من الآية التالية، وهذا قول الكسائي كما في إعراب النحاس ٢/ ٣٨٤. (٢) سورة الروم، الآية: ٣٦. (٣) كذا في الكشاف ٣/ ٢١ أيضًا. (٤) قاله الزجاج ٣/ ٤٠٥ عن البصريين، وحكاه عنه النحاس ٢/ ٣٨٤. (٥) معاني الفراء ٢/ ٢١١. وانظر تفسير الطبري ١٧/ ٩٢. (٦) انظر إعرابه للآية (١٠٧) من الأعراف، والآية (٢٠) من طه. (٧) يعني أنها خبر (هي) وهذا قول سيبويه كما في مفاتيح الغيب ٢٢/ ١٩٢.