وقرئ:(أمتَّكم) بالنصب على البدل من {هَذِهِ} و (أمةٌ واحدةٌ) بالرفع على خبر {إِنَّ}(١).
وبرفعهما جميعًا (٢) على أنهما خبران لـ {هَذِهِ}. ولك أن تجعل الخبر هو الأول، والثانى على إضمار مبتدإٍ، أو بدلًا من الأول، كقولك: أخوك زيد رجل صالح، حتى كأنه قيل: أخوك رجل صالح.
قيل: والأمة: الملة، وهذه إشارة إلى ملة الإسلام، أي: إن ملة الإسلام هي ملتكم التي يجب أن تكونوا عليها لا تنحرفون عنها، يشار إليها: ملة واحدة غير مختلفة (٣).
قوله عز وجل:{وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ}(أمرهم) مفعول {وَتَقَطَّعُوا}. {وَتَقَطَّعُوا} بمعنى قطعوا، أي: قطعوا أمر دينهم فصاروا متحزبين فيه. وقيل: هو تمييز، أي: تقطع أمرهم. وقيل: التقدير: وتقطعوا في أمر دينهم، أي تفرقوا (٤).
وقوله:{وَهُوَ مُؤْمِنٌ} الواو للحال.
وقوله:{وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ} أي: للسعي، فنجازيه عليه يوم الجزاء.
(١) هذه قراءة الحسن كما في مختصر الشواذ / ٩٣/. والكشاف ٣/ ٢٠. والبحر ٦/ ٣٣٧. (٢) رويت أيضًا عن الحسن، وابن أبي إسحاق، وآخرين. انظر معاني الفراء ٢/ ٢١٠. وإعراب النحاس ٢/ ٣٨١. ومختصر الشواذ / ٩٣/. والمحتسب ٢/ ٦٥. والكشاف ٣/ ٢٠. (٣) قاله الزمخشري في الموضع السابق. (٤) يعني على إسقاط حرف الجر. وهو قول الأزهري كما في القرطبي ١١/ ٣٣٩. وانظر الأوجه الثلاثة في التبيان ٢/ ٩٢٦ أيضًا.