أحدهما: المصدر مضاف إلى الفاعل، والمفعول محذوف، والضمير في {سَيَكْفُرُونَ} للعابدين، أي: سيكفر العابدون بعبادتهم الأصنام، بشهادة قوله عز وعلا:{وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ}(١).
والثاني: مضاف إلى المفعول، والفاعل محذوف، والضمير في {سَيَكْفُرُونَ} للمعبودين، أي: سيجحد المعبودون عبادة المشركين إياهم، وينكرونها ويقولون: والله ما عبدتمونا وأنتم كاذبون، بدليل قوله سبحانه:{تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ}(٢).
وقوله:{عَلَيْهِمْ ضِدًّا} الضد: يكون واحدًا وجمعه أضداد، ويكون واحدًا في معنى الجمع وهو المراد هنا، والمراد ضد العز وهو الذل، أي: يكونون عليهم ضدًا لما قصدوه وأرادوه، وأصل الضد في كلام القوم: المخالفة، يقال: فلان يُضادّ فلانًا، أي: يخالفه في صنيعه فيفسد عليه ما أمَّله.
قوله عز وجل:{تَؤُزُّهُمْ} في موضع الحال من الشياطين. {أَزًّا} مصدر مؤكد. والأَزّ: التهييج والإغرار، أي: تغريهم على المعاصي وتهيجهم لها بالوساوس والتسويلات، والأز، والهز، والاستفزاز نظائر في اللغة (٣) و {عَدًّا} مصدر مؤكد أيضًا.