قوله عز وجل:{كَلَّا} ردع وزجر، أي: ليس الأمر على ما قال وزعم، ويجوز أن يكون بمعنى حقًا. وقوله:{مَدًّا} مصدر مؤكد، ومعنى قوله:{وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا} أي: نزيده عذابًا فوق العذاب، من المدد، ومَدَّه وأمده بمعنى، تعضده قراءة من قرأ:(ونُمِدُّ له) بضم النون وهو علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - (١).
وقوله:{وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ} ورث فعل يتعدى إلى مفعولين، يقال: وَرِثْتُهُ ماله، وَوَرِثْتُ منه ماله، ومفعولاه هنا ضمير المُدعي و {مَا يَقُولُ}، أي: يرث منه ما يقول لي وهو المال والولد في قوله: {لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا}(٢) بعد إهلاكنا له، فالضمير هو المفعول الأول، و {مَا} مع ما بعده هو الثاني (٣). والمعنى: نزوي عنه ما زعم أنه يناله في الآخرة، ونعطيه من يستحقه (٤).
وقوله:{وَيَأْتِينَا فَرْدًا}(فردًا) حال من المنوي في {وَيَأْتِينَا}، وهي حال مقدرة.
وقوله:{لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا}(العز) مصدر قولك: عَزَّ فلان يَعِزَّ عِزًّا، إذا
(١) انظر قراءته أيضًا في مختصر الشواذ / ٨٦/. والكشاف ٢/ ٤٢٢. ومفاتيح الغيب ٢١/ ٢١٣. (٢) من الآية (٧٧). (٣) لم أجد من تابع المؤلف على هذا الإعراب، وكلهم أعرب (ما) إما على البدل من الهاء. أو مفعولًا بها، أي: نرث منه قوله، فتكون الهاء على تقدير نزع الخافض. انظر مشكل مكي ٢/ ٦٣. والبيان ٢/ ١٣٥. والتبيان ٢/ ٨٨٢. والدر المصون ٧/ ٦٤٠. أقول: ويظهر أن هذا مبني على أن (ورث) عندهم يتعدى إلى مفعول واحد فقط أو مع حرف الجر، ويشهد لهم أن الجوهري (ورث) لم يذكر إلا: ورثت أبي، وورثت الشيء من أبي. ويشهد للمؤلف - رحمه الله - أن صاحب اللسان (ورث) قال: ورثه مالَه ومجدَه، وورثه عنه. وقال: ورثت فلانًا مالًا. والله أعلم. (٤) من الكشاف ٢/ ٤٢٢.