قوله عز وجل:{فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ} والباء في {بِهِ} للحال, أي: اعتزلت وهو معها، يعني: في بطنها. و {مَكَانًا}: ظرف، أي: فانتبذت به في مكان، أو مفعول به على تأويل: فقصدت مكانًا. و {قَصِيًّا}: صفة لمكان، أي: بعيدًا من أهلها.
وقوله:{فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ} الجمهور على همز {فَأَجَاءَهَا} وهو منقول من جاء مُعَدّى بالهمزة إلى مفعول ثان، وهو {إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ} وفيه وجهان:
أحدهما: بمعنى ألجأها، والتركيب والزيادة على الشيء قد يغيران معنى الكلمة.
والثاني: بمعنى جاء بها، لأن هذا الفعل وشبهه يُعَدَّى تارة بالهمزة، ومرة بالياء، وأنشد:
أي: جاءت به. والأول تفسير المعنى، والثاني حقيقة اللفظ والصناعة فاعرفه.
وقرئ:(فاجأها) بغير همز (٢)، بوزن: فاعلها، وفيه وجهان، أحدهما: من المفاجأة. والثاني: أن أصلها الهمزة إلا أنه خفف على غير قياس كقوله:
(١) لزهير بن أبي سلمى، وهو من شواهد أبي عبيدة ٢/ ٤. والزجاج ٣/ ٣٢٤. والطبري ١٦/ ٦٤. والنحاس ٤/ ٣٢٢. والجوهري (حيأ). والسمرقندي / ٧٥/. والماوردي ٣/ ٣٦٣. وابن عطية ١١/ ٢١. (٢) يعني في الأول، وهي قراءة شبل بن عزرة كما في المحتسب ٢/ ٣٩. ورواها حماد عن عاصم كما في مختصر الشواذ / ٨٤/. وهي إلى الاثنين في المحرر الوجيز ١١/ ٢٠ - ٢١. وانظر معاني النحاس ٤/ ٣٢٤. ويظهر أنها قراءتان إحداهما كما أثبتها، والثانية (فاجاها) بترك الهمزتين. انظر التبيان ٢/ ٨٧٠. والدر المصون ٧/ ٥٨١.