وعند أبي الفتح هو: فعيل (١)، وهو صيغة ليست على لفظ الفاعل، وإن كانت بمعناه، فلذلك أتى بغير هاء للمؤنث. وقيل: هو على النسب كطالق وحائض (٢).
والبغي: الفاجرة التي تبغي الرجال، ولام الفعل ياء، يقال: بَغَتِ المرأةُ، إذا زنت، بِغاءً بالكسر والمد، وأصل الكلمة من الطلب، لأن البغيَّ طالبة الشهوة على الدوام من أي فحل كان، فاعرفه.
قوله عز وجل:{قَالَ كَذَلِكِ} محل الكاف الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: قال جبريل - عليه السلام - الأمر كذلك، يعني: كما قلت لك، وسمعته من هبة الولد لك، ثم ابتدأ {قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ}، أو النصب بـ {قَالَ} الثاني، أي: قال مثل ذلك قال ربك، ثم ابتدأ {هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ}، أي: خَلْقُ الولد من غير فحل عليَّ هين.
وقوله:{وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ} عطف على تعليل مضمر، أي: نخلقه من غير أب لندل به على قدرتنا، ولنجعله آية للناس. وقيل: تقديره: ولنجعله آية للناس نهبه لك (٣).
وقوله:{وَرَحْمَةً مِنَّا} عطف على {آيَةً}، والمعنى: نرحم به من صدقه وتبعه.
وقوله:{أَمْرًا مَقْضِيًّا} أي: وكان خَلْقه أمرًا محكومًا به، مفروغًا عنه، مسطورًا في اللوح.
(١) من كتابه (التمام) كما في الكشاف الموضع السابق. (٢) قاله العكبري ٢/ ٨٦٩. (٣) انظر الوجهين في الكشاف ٢/ ٤٠٨.