قوله عز وجل:{يَايَحْيَى} في الكلام حذف وإضمار، أي: وهبنا له يحيى وقلنا له يا يحيى.
وقوله:{بِقُوَّةٍ} في موضع الحال من المنوي في {خُذِ}، أي: خذه مجدًا مجتهدًا. ويجوز أن يكون من صلة {خُذِ}.
وقوله:{وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} انتصاب قوله: {صَبِيًّا} على الحال من الهاء في {وَآتَيْنَاهُ} والحكم: الحكمة، وهو الفهم والفقه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - (١).
وقوله:{وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} عطف على {الْحُكْمَ}، أي: آتيناه الحكم والحنان، وهو التعطف والرحمة، {وَزَكَاةً} عطف أيضًا، وهي الطهارة، وقيل: الصدقة (٢)، أي: يتعطف على الخلق ويتصدق عليهم (٣).
وقوله:{مِنْ لَدُنَّا} يجوز أن يكون من صلة (آتينا)، وأن يكون في موضع الصفة لحنان.
قوله عز وجل:{وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ} عطف على خبر كان، وهو بمعنى البار، أي: كان مطيعًا لربه بارًا بوالديه.
وقوله:{عَصِيًّا} فعيل بمعنى فاعل، أي: ولم يكن متكبرًا عاصيًا
(١) كذا في الكشاف ٢/ ٤٠٧. وأخرجه أبو نعيم، وابن مردويه، والديلمي عن ابن عباس مرفوعًا قال: أعطي الفهم والعبادة وهو ابن سبع سنين. (الدر المنثور ٥/ ٤٨٤). (٢) حكاه النحاس في المعاني ٤/ ٣١٧ عن قتادة. وعزاه الماوردي ٣/ ٣٦١ لابن قتيبة، قال: يعني صدقة به على والديه. (٣) هكذا فسره الزمخشري ٢/ ٤٠٧. وانظر تفسير ابن قتيبة في التخريج السابق.