وقوله:{وَلَمْ تَكُ شَيْئًا} أصله: لم تكن، فحذف النون تخفيفًا وتشبيهًا له بحرف العلة مع الجازم، والمعنى: وقد خلقتك يا زكريا من قبل يحيى ولم تك موجودًا، بل كنت معدومًا، أو شيئًا يذكر وَيُعْبَأُ به.
قوله عز وجل:{ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا}(ثلاث ليالٍ) ظرف للتكليم، {سَوِيًّا}: منصوب على الحال من المنوي في {تُكَلِّمَ} أي: صحيحًا مستويًا، يقال: رجل سوي الخَلْقِ، أي: مستو، والمعنى: علامتك أن تُمنع من الكلام فلا تقدر عليه، وأنت سليم الجوارح، سوي الخلق، ما بك خرس ولا مرض.
وقيل:{ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا}، أي: متتابعات (١)، فيكون على هذا صفة لـ {ثَلَاثَ لَيَالٍ}. وسوي فعيل، وهو يقع على الجمع كما يقع على الواحد.
قيل: ودل ذكر الليالي هنا، والأيام في "آل عمران"(٢)، على أن المنع من الكلام استمر به ثلاثة أيام ولياليهن (٣).
وقوله:{فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} الإيحاء هنا بمعنى الإشارة، و {أَنْ} هي المفسرة بمعنى أي، أو مصدرية، أي: بأن سبحوا. و {بُكْرَةً وَعَشِيًّا}: ظرفان للتسبيح وهو الصلاة، أي: في بكرة كل يوم وعشيّه.