قوله عز وجل:{مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ} أي: بالولد، أو باتخاذه، ومحل الجملة النصب، إما على النعت لقوله:{وَلَدًا} أو على الحال من الضمير في {قَالُوا} أي: قالوا ذلك جاهلين.
وقوله:{كَبُرَتْ كَلِمَةً} الجمهور على نصب قوله: {كَلِمَةً}، وانتصابها على التمييز، والفاعل مضمر، و {كَلِمَةً} تفسير له، والمخصوص بالذم محذوف، والتقدير: كبرت الكلمةُ كَلِمَةً كَلِمَةٌ (١)، كقوله:{سَاءَ مَثَلًا}(٢) أي: ساء المثل مثلًا مثل القوم.
و{تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ}: صمْة للكلمة التي هي المخصوص بالذم لا للمفسرة كما زعم الجمهور، لأنها القائمة مقام المخصوص بالذم، والفائدة بها منوطة، أعني بالصفة.
هذا إذا جعلت كبر من باب نعم وبئس كقولك: كرم رجلًا زيد، ولؤم رجلًا عمرو، وأما إذا أُخرجت من هذا الباب ونصبت (كلمة) على التمييز في الفعل المنقول (٣) كقولك: تَصبَّبْتُ عرقًا، كان صفة لها، فاعرفه فإن فيه أدنى غموض.
فإن قلت: ما حملك أن تخرجه من باب نعم وبئس؟ قلت: لأن الضمير في {كَبُرَتْ} راجع إلى مذكور وهو قولهم: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ
(١) سقطت الكلمة الثالثة من (أ). وسقطت الأولى من (ب). (٢) سورة الأعراف، الآية: ١٧٧. (٣) كذا في (أ) و (ط). وفي (ب): المقول.