قوله عز وجل:{حَلَالًا طَيِّبًا} قد ذكر في البقرة (١)، وكذا {غَيْرَ بَاغٍ}(٢).
وقوله:{وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ} الجمهور على نصب {الْكَذِبَ}، وفي ناصبه وجهان:
أحدهما:{تَصِفُ} و (ما) مصدرية، وقوله:{هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ} من صلة {وَلَا تَقُولُوا} والتقدير: ولا تقولوا هذا حلال وهذا حرام لوصف ألسنتكم الكذب (٣).
والثاني:{وَلَا تَقُولُوا} و (ما) موصولة، أي: ولا تقولوا الكذب لما تصفه ألسنتكم من البهائم بالحل والحرام (٤). وقوله:{هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ} فيه وجهان - أحدهما: بدل من {الْكَذِبَ}، والثاني متعلق بـ {تَصِفُ} على إرادة القول، أي: ولا تقولوا الكذب لما تصفه ألسنتكم فتقول: هذا حلال وهذا حرام.
وفيه وجه ثالث: وهو أن يكون {الْكَذِبَ} بدلًا من العائد المحذوف على قول من جعل (ما) موصولة.
وقرئ:(الكُذُبَ) بضم الكاف والذال وفتح الباء (٥)، وهو جمع كِذَابٍ
(١) آية (١٦٨). (٢) آية (١٧٣). (٣) هذا الوجه للزجاج ٣/ ٢٢. والنحاس ٢/ ٢٢٦. وجوزه الزمخشري ٢/ ٣٤٧. (٤) قدم الزمخشري هذا الوجه على الأول. (٥) نسبها ابن جني ٢/ ١٢ إلى يعقوب. وليست من العشر. ونسبها ابن عطية ١٠/ ٢٤٦. إلى سلمة بن محارب.