والثاني: أن محلها الرفع، إما على الاستئناف، أي: هم سواء في أني رزقت الجميع، أو على العطف على موضع {بِرَادِّي}، على تقدير: فما الذين فضلوا يردون رزقهم على ما ملكت أيمانهم فما يستوون.
والثالث: أنه على إضمار ألف الاستفهام، أي: أَفَهُمْ فيه سواء؟ على سبيل التوبيخ والتقريع.
وقوله:{يَجْحَدُونَ} قرئ: بالياء النقط من تحته ردًا على قوله: {فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا. . . .} الآية، وبالتاء النقط من فوقه (١) حملًا على قوله: {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ}.
(١) قرأها عاصم في رواية أبي بكر وحده، والباقون على الياء. انظر السبعة / ٣٧٤/. والحجة ٥/ ٧٦. والمبسوط / ٢٦٥/. (٢) هذا أحد الأقوال في "الحفدة". وهو قول مجاهد، وقتادة، وطاووس، وعكرمة، والحسن. وقيل: هم الأختان والأصهار. وقيل: هم أولاد الأولاد. وقيل غير ذلك. انظر جامع البيان ١٤/ ١٤٣ - ١٤٧. والنكت والعيون ٣/ ٢٠٢. وزاد المسير ٤/ ٤٦٩ - ٤٧٠. واقتصر أبو عبيدة ١/ ٣٦٤ على الأول، وقدمه في الصحاح (حفد) على ولد الولد. (٣) من أثر وارد في قنوت الفجر، وفيه: "اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك، ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق". أخرجه ابن أبي شيبة ٢/ ٣١٤ - ٣١٥. والطبراني في الدعاء (٧٥٠). والبيهقي في السنن الكبرى ٢/ ٢١٠ وصححه من حديث عمر - رضي الله عنه -.