قوله عز وجل:{ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ} الجمهور على (كَشَفَ)، وقرئ:(كاشَفَ) على فاعَل (٢)، بمعنى: فَعَلَ، كطَارَقْتُ النعل، أي: طرقتها وشبهه، قيل: وفاعَلَ أقوى من فَعَل وإن كان بمعناه، لأن بناء المغالبة يدل على المبالغة (٣). والمعنى: أن الله سبحانه إذا كشف الضُّرَ الذي تجأرون منه، صار فريق منكم يشركون بربهم، بعد ما كانوا يتضرعون إليه في كشفه عنهم. واخْتُلِفَ فيهم، فقيل: هم المشركون. وقيل: المنافقون (٤).
و(مِنْ) في قوله {مِنْكُمْ} يجوز أن يكون للتبيين إن كان الخطاب خاصًا، وأن يكون للتبعيض إن كان عامًا.
قوله عز وجل:{لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ} يجوز أن تكون هذه اللام لام كي متعلقة بقوله: {يُشْرِكُونَ}، أي: ليجحدوا بما أعطيناهم من النعمة، كأنهم جعلوا غَرَضَهُمْ في الشرك كفران النعمة، وأن تكون لام أمر (٥)، وهو أبلغ من جهة التهديد والوعيد.
وقوله:{فَتَمَتَّعُوا} الجمهور على التاء التي بعد الفاء، وهو أمر،
(١) معانيه ٣/ ٢٠٤. (٢) قرأها قتادة كما في مختصر الشواذ / ٧٣/ والمحتسب ٢/ ١٠ والكشاف ٢/ ٣٣٢. والمحرر الوجيز ١٠/ ١٩٧. (٣) قاله الزمخشري في الموضع السابق. (٤) اقتصر ابن عطية ١٠/ ١٩٧ على الأول. وحكى ابن الجوزي ٤/ ٤٥٧ الثاني عن ابن عباس - رضي الله عنهما -. وقال الزجاج ٣/ ٢٠٤: هذا خاص فيمن كفر به. (٥) جوزها الزمخشري ٢/ ٣٣٢. وابن عطية ١٠/ ١٩٧.