وقيل: واصبًا شاقًا، من الوَصَبِ، وهو شدة التَّعَبِ (١).
وقيل: واصبًا: ثابتًا (٢)، من وَصَبَ الدِّين، إذا ثبت، وهو قريب من الأول، يقال: وَصَبَ يَصِبُ وُصُوبًا، إذا دام فهو واصب، وإذا كان من الألم وشدة التعب فيقال: وَصِبَ يَوصَبُ وَصَبًا، فهو وَصِبٌ (٣).
وقوله:{أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ}(غير) منصوب بـ {تَتَّقُونَ}، والتقدير: أتتقون غير الله؟ والاستفهام بمعنى التوبيخ والتقريع.
قوله عز وجل:{وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}(ما) موصول في موضع رفع بالابتداء، و {بِكُمْ} صلته، وهو متعلق بمحذوف، وذلك المحذوف فِعْلٌ، والتقدير: والذي يكون بكم، أو يستقر بكم. و {مِنْ نِعْمَةٍ}: في موضع نصب على الحال من المنوي في الصلة، و {بِكُمْ} بمعنى (فيكم)، كما تقول: به عيب. والخبر {فَمِنَ اللَّهِ}، دخل الفاء لما في الموصول من الإبهام، وقد جُوِّزَ أن يكون (ما) شرطًا (٤)، وهو مبتدأ أيضًا، وفعل الشرط محذوف وهو الخبر، أي: ما يكن بكم أو يستقر بكم، والفاء جواب الشرط.
وقوله:{فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} أي: ترفعون أصواتكم بالدعاء. والجؤار: رفع الصوت بالدعاءِ والاستغاثة. قال أبو إسحاق: والأصوات مبنية على فُعَالٍ وفَعِيلٍ، فأما فُعَالٌ فنحو: الصُّراخُ والجؤارُ، والبكاء، وأما فعِيل
(١) قاله الزجاج ٣/ ٢٠٣. والماوردي الموضع السابق. وابن عطية ١٠/ ١٩٦. وانظر معاني النحاس ٤/ ٧٢ فقد عزاه إلى الحسن. وفسره الزجاج بقوله: رضي العبد بما يؤمر به أو لم يرض، وسهل عليه أو لم يسهل، فله الدين وإن كان فيه الوصب. . . (٢) قاله البغوي ٣/ ٧٢. والزمخشري ٢/ ٣٣٢، لكنهما قرناه مع الدائم. (٣) انظر الصحاح (وصب). (٤) جوزه الفراء ٢/ ١٠٤ - ١٠٥ وحكاه النحاس ٢/ ٢١٢ عنه.