أحدهما: من إضافة الصفة إلى مفعولها، والأصل: لسميعٌ الدعاءَ، وفعيل من أبنية المبالغة، وهو يعمل عمل الفعل.
والثاني: من إضافة فعيل إلى فاعله، ويجعل دعاء الله سميعًا على الإسناد المجازي، والمراد: سماع الله جل ذكره (١).
وقوله:{وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} أي: واجعل بعضًا من ذريتي مقيم الصلاة، فحُذف الفعل ومفعولاه لدلالة ما تقدم، قيل: وإنما بَعَّضَ لأنه عَلِمَ بإعلام الله أَنه يكون في ذريته كفار، وذلك قوله:{لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}(٢).
قوله عز وجل:{رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ} قيل: بشرط الإيمان، وكانا حيَّيْن فطمع في إيمانهما (٣). وقيل: أراد بوالديه آدم - عليه السلام - وحواء (٤).
وقرئ:(ولوالدِيْ) على التوحيد (٥)، يعني: أباه وحده
وقرئ:(وَلِوَلَدَيَّ)(٦)، والمراد بهما إسماعيل وإسحاق - عليهما السلام -
(١) انظر الوجهين في الكشاف ٢/ ٣٠٦. (٢) سورة البقرة، الآية: ١٢٤. والقول لصاحب الكشاف في الموضع السابق. (٣) قاله الماوردي ٣/ ١٣٩. وحكاه ابن الجوزي ٤/ ٣٦٩ عن ابن الأنباري. (٤) ذكره الزجاج ٣/ ١٦٥. والنحاس ٣/ ٥٣٧. والماوردي ٣/ ١٣٩. والزمخشري ٢/ ٣٠٦. (٥) قرأها سعيد بن جبير. أنظر معاني النحاس ٣/ ٥٣٧. ومختصر الشواذ / ٦٩/. والمحتسب ١/ ٣٦٥. (٦) قرأها النخعي، والزهري، وابن مسعود، وأبي - رضي الله عنهم -. انظر المحرر الوجيز ١٠/ ٩٥. وزاد المسير ٤/ ٣٦٩. (٧) قرأها يحيى بن يعمر كما في المحتسب، والمحرر في الموضعين السابقين. ونسبت في زاد المسير إلى الجحدري.