قول ابن عباس - رضي الله عنهما -: تريدهم وتسرع إليهم (١).
وقرئ:(تهوَى إليهم) بفتح الواو (٢)، من هوِيت فلانًا أهواه بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر هوى، إذا أحببته، غير أنه ضمن معنى تميل، فعدي تعديته، لأن معنى هويت فلانًا: ملت إليه.
وقرئ:(تُهْوَى إليهم) بضم التاء على البناء للمفعول (٣) على النقل من تهوِي، يقال: هوى إليه وأهواه غيره إليه، ويجوز أن يكون منقولًا من تهوَى، كلاهما هنا شائع (٤).
قوله عز وجل:{وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ} أي: شيء ما. و {مِنْ} لاستغراق الجنس.
وقوله:{عَلَى الْكِبَرِ} أي: مع الكبر، ومحله النصب على الحال، من ياء النفْس في {وَهَبَ لِي} أي: وهب لي وأنا كبير.
(١) انظر هذا القول دون نسبة في معاني الفراء ٢/ ٧٨. وتفسير الرازي ١٩/ ١٠٨. ولم أجد من نسبه هكذا لابن عباس - رضي الله عنهما -، لكن نقل ابن الجوزي في زاد المسير ٤/ ٣٦٧ عن ابن عباس قال: تحن إليهم. وقال السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٤٧: أخرج ابن المنذر عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: لو قال أفئدة الناس تهوي إليهم لازدحمت عليه فارس والروم. قلت: وهذان القولان بمعنى ما حكى المؤلف والله أعلم. (٢) هذه قراءة مجاهد كما في معاني النحاس ٣/ ٥٣٦. ونسبها أبو الفتح ١/ ٣٦٤ إلى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، ومجاهد. وانظر المحرر الوجيز ١٠/ ٩٣. (٣) هي قراءة مسلمة بن عبد الله. انظر المحتسب والمحرر في الموضعين السابقين. (٤) في (ط): سائغ. وفي المحتسب: جائز. وكلها بمعنى.