قوله عز وجل:{اللَّهُ يَعْلَمُ} ابتداء وخبر، وهو كلام مستأنف منقطع عما قبله، وقيل: اسم الله خبر مبتدأ محذوف متصل بما قبله مفسر لـ {هَادٍ} على الوجه الأول، أي: هو الله، ثم ابتُدِئ فقيل:{يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى}(١).
و(ما) في قوله: {مَا تَحْمِلُ} يحتمل أن تكون موصولة ومحلها نصب بـ {يَعْلَمُ}، و {تَحْمِلُ} صلتها، وعائدها محذوف من صلتها، أي: تحمله، على معنى: يعلم ما تحمله من الولد على أي حال هو من الذكورة والأنوثة، والحسن والقبح، وغير ذلك من الأوصاف. وأن تكون مصدرية في موضع نصب أيضًا بـ {يَعْلَمُ} على معنى: يعلم حمل كل أنثى. وأن تكون استفهامية في موضع نصب بـ {تَحْمِلُ}، أو في موضع رفع بالابتداء، والخبر {تَحْمِلُ} على تقدير حذف الضمير من الخبر، والجملة في موضع نصب بـ {يَعْلَمُ}(٢).
وقوله:{وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ} عطف عليها (٣)، وحكمها في الإعراب والتقدير حكمها، على معنى: ويعلم ما تَغيضه الأرحامُ، أي: تنقصه، يقال: غاض الماء يغيض غيضًا، إذا قل ونضب، {وَغِيضَ الْمَاءُ}(٤) فُعل به ذلك، وغضته أنا، يتعدى ولا يتعدى، وكلاهما يحتمل هنا. أو يعلم غَيْضَ الأرحامِ. أو وأي شيء تغيض؟ أو وأي شيء تغيضه؟
= للاستدلال على الوجه الثاني. انظر جامع البيان ١٣/ ١٠٦. والدر المنثور ٤/ ٦٠٨. وروح المعاني ١٣/ ١٠٨. (١) انظر هذا الوجه في الكشاف ٢/ ٢٨٠ - ٢٨١. (٢) انظر الأوجه الثلاثة مجتمعة في المحرر الوجيز ١٠/ ١٦ أيضًا. (٣) يعني (ما) هنا معطوفة على (ما) التي قبلها. (٤) سورة هود، الآية: ٤٤.