قال أبو الفتح: وأصل هذا كله المَثُلات بفتح الميم وضم الثاء، يقال: أمْثَلْتُ الرجل من صاحبه إِمْثَالًا، وأَقْصصْتُهُ منه إِقْصَاصًا، بمعنىً واحدٍ، والاسم: المِثال، كالقِصاص (٢).
وقوله:{وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ} محل {عَلَى ظُلْمِهِمْ} النصب على الحال من (الناس) والعامل المغفرة، أي يغفر لهم مع ظلمهم أنفسهم، بمعنى ظالمين لأنفسهم.
قوله عز وجل:{إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ} ابتداء وخبر.
وقوله:{وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} فيه وجهان:
أحدهما: أن {هَادٍ} رفع بالابتداء والظرف خبره وهو (لكل قوم)، أو بالظرف على رأي أبي الحسن. والهادي هو الله جل ذكره، على معنى: إنما أنت منذر فما عليك إلا أن تنذر لا أن تُثَبِّتَ الإيمان في صدورهم، ولست بقادر عليه. {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} قادر على هدايتهم بما يريد.
والثاني: أن {هَادٍ} معطوف على {مُنْذِرٌ}، على: إنما أنت منذر وهاد لكل قوم، وفي هذا الوجه فصل بين العاطف والمعطوف بالظرف، يعضد هذا الوجه قول ابن عباس - رضي الله عنهما -: ولكل قوم نبي يهديهم إلى الإيمان والطاعة بما يعطي الله من الآيات لا بما يريد (٣).
(١) ذكر النحاس وجهًا آخر في تعليلها فقال: تأتي بالفتحة عوضًا من الهاء. (٢) المحتسب ١/ ٣٥٣. (٣) هذا القول لأبي إسحاق الزجاج ٣/ ١٤٠ وآخره: لا بما يريدون ويتحكمون فيه. ولم أجد من نسبه إلى ابن عباس - رضي الله عنهما -. والذي ورد عن ابن عباس وهو قول عكرمة، وأبي الضحى أن المنذر والهادي هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذا يتفق مع المعنى الذي ساقه المؤلف رحمه الله =