قوله عز وجل:{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ} الجمهور على فتح القاف في {قَصَصِهِمْ}، وهو مصدر قولك: قَصَصتُ عليه الخبر قَصصًا، والاسم أيضًا: القَصص بالفتح، وُضع موضع المصدر حتى صار أغلب عليه، وقرئ: بكسرها (١)، وهو جمع قِصة.
واختُلِف في الضمير في {قَصَصِهِمْ} فقيل: للرسل، تعضده قراءة من قرأ:(في قِصصهم) بكسر القاف. وقيل: ليوسف وإخوته عليه السلام (٢).
وقوله:{مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى} أي: ما كان هذا القرآن حديثًا مفترى مختلقًا، أو ما كان حديث يوسف وأخوته حديثًا مفترى.
وقوله:{وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً} الجمهور على نصب (تصديقَ) و (تفصيلَ) و (هدًى ورحمةً)، على: ولكن كان تصديق الذي بين يديه، أي: بين يدي القرآن، أي: قبله من الكتب المنزلة وتفصيل كل شيء يحتاج إليه من أمور الدين، وهدى من الضلال، ورحمة من العذاب، و (تفصيل) و (هدى ورحمة) عطف على خبر كان المذكورة.
(١) رواها عبد الوارث عن أبي عمرو. والأنطاكي عن الكسائي، وهي قراءة قتادة، وأبي الجوزاء. انظر زاد المسير ٤/ ٢٩٧. والبحر المحيط ٥/ ٣٥٦. والدر المصون ٦/ ٥٦٨. (٢) اقتصر الماوردي ٣/ ٨٩ - ٩٠. والبغوي ٢/ ٤٥٤. وابن الجوزي ٤/ ٢٩٧ على هذا القول الثاني. وقدم الزمخشري ٢/ ٣٩٦ الأول عليه كما صنع المؤلف. وقال ابن عطية ٩/ ٣٩٦: الضمير عامٌّ ليوسف وأخوته وسائر الرسل عليهم السلام.