الذي في الظرف على الوجه الأول، وهو أن يكون {مِنَ اللَّهِ}، صفة لكتاب، وقد معه مرادة.
فإن قلت: هل يجوز أن يكون {سَبَقَ} خبر المبتدأ الذي هو كتاب؟ قلت: لا، لأن الاسم المبتدأ الواقع بعد لولا التي معناها امتناع الشيء لوجود غيره لا يظهر خبره رأسًا لأجل طُولِ الكلام بالجواب، ولأن الحال تدل عليه.
ومعنى سبق: أي سبق إثباته في اللوح، وهو أنه لا يعذِّب أحدًا بخطأ إلَّا بعد البيان {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}(١). وكان هذا خطأ في الاجتهاد.
وقوله:{لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ} جواب لولا، ومعنى {فِيمَا أَخَذْتُمْ}: يعني من الأسرى والغنائم؛ لأنهم أخذوه قبل أن يؤذن لهم في أخذه، وقد كان سبق في علم الله أنه سيحله لهم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - (٢).
(١) سورة الإسراء، الآية: ١٥. (٢) أخرجه الطبري ١٠/ ٤٥ عن ابن عباس وأبي هريرة - رضي الله عنهم -. (٣) حيث تكررت العبارة في الآية (١٦٨) منها. (٤) انظر إعرابه للآية (٨٥) منها. وهما قراءتان صحيحتان هنا وهناك.