عن مجاهد وغيره (١)، من قولهم: أثخنته الجراحات، إذا أثبتته حتى تثقل عليه الحركة، وأثقله المرض، إذا أثخنه، من الثخانة التي هي الغلظ والكثافة، يقال: ثَخُنَ الشيءُ ثَخانةً، إذا غَلُظ وكثف.
والجمهور على نصب {الْآخِرَةَ} وهو الوجه، وذلك أنهم حذفوا المضاف وأقاموا المضاف إليه مقامه، وقرئ: بالجر (٢) على حذف المضاف وإبقاء المضاف إليه على حاله، وذلك أنه لما قال جل ذكره: : {تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا} فجرى ذكر العرض، صار كأنه أعاده ثانيًا، فكأنه قال: والله يريد عرض الآخرة.
قوله عز وجل:{لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ}{كِتَابٌ} رفع بالابتداء، والخبر محذوف، أي: تدارككم، و {مِنَ اللَّهِ} و {سَبَقَ}: صفتان لكتاب.
ولك أن تجعل {مِنَ اللَّهِ} من صلة {سَبَقَ}، وسبق: حالًا من الذكر
(١) أخرجه الطبري ١٠/ ٤٣ عن مجاهد، وسعيد بن جبير رحمهما الله. (٢) قراءة شاذة نسبت إلى سليمان بن جماز المدني. انظر المحتسب ١/ ٢٨١. والمحرر الوجيز ٨/ ١١٣. (٣) نسب هذا البيت لأبي دُواد الإيادي، ولعدي بن زيد. انظر سيبويه ١/ ٦٦. والكامل ١/ ٣٧٦. و ٢/ ١٠٠٢. وإيضاح الشعر/ ٥٦٥/. والمحتسب ١/ ٢٨١. والكشاف ٢/ ١٣٤. والمحرر الوجيز ٨/ ١١٣. والتبيان ٢/ ٦٣٢. وشرح المفصل ٣/ ٢٦.