وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ (١) -يَعْنِي مِسْطَحًا- إِلَى قَوْلهِ: ﴿أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (٢) قَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلَى وَاللّهِ يَا رَبَّنَا! إِنَّا لَنُحِبُّ أَنْ تَغْفِرَ لنَا، وَعَادَ لَهُ بِمَا كَانَ يَصْنَعُ.
قَالَ أبُوْ عِيْسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْن عُرْوَةَ، وَقَدْ رَوَاهُ يُونُسُ بْنَ يَزِيدَ، وَمَعْمَرٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْن الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدِ بْن المُسَيِّبِ، وَعَلْقَمَةَ بْن وَقَّاصٍ اللَّيثِيِّ، وَعُبَيْدِ اللّهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ عَائِشَةَ هَذَا الحَدِيثَ أَطْوَلَ مِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْن عُرْوَةَ وَأَتَمَّ.
• قوله: "أَبَنُوا": هو بمُخَفَّفَتَيْن، أي: اتَّهَمُوْها، ورُوِي بتَشديدِ موَحَّدةٍ، وبتَقْديم نُوْنٍ مُشَدَّدَةٍ بمعنى: اللَّوْم، وصُحِفَ بأنَّه لا يُلائِم قوله: "فَإذَا هُوَ" أي: الحديث لم يبلُغْ منها؛ أيْ: مِنْ أمِّي ما بَلَغ مِنَّي في إيْراثِ الغَمِّ والحُزْنِ.
• قوله: "فَإذَا هِيَ"؛ أي: القِصَّةُ لم تَبْلُغ؛ أي: الحديثُ.
• قوله: "إِلَّا أَنَّهَا كَانَتْ": بيانُ أنَّها من الغَافلاتِ.
• "حَتَّى أَسْقَطُوا لَهَا"؛ أي: أظْهَرُوا القولَ السَّقط؛ أي: الرَّدِيَّ. "بِهِ"، أي: بسَبب ذلك، والمرادُ سَبّوها لأجل ذلك.
• قوله: "بَاءَتْ"؛ أي: أقَرَّتْ واعْتَرفَتْ.
(١) النور: ٢٢.(٢) النور: ٢٢.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute