قال القاضي: ورُوِيَ الحديثُ بنَصبِهما والمعنى على تقديرِ رَفْعِهما مَنْ لا يَشْكُره النَّاسُ لا يَشْكُرُه اللهُ، فرجعَ إلى حديثِ "مَنْ أثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا … وَأنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ"(١) ونحو ذلك.
وعلى تَقدير نصبِ الأوَّل ورَفْع الثَّاني: مَنْ فَاتَه شكرُ النَّاسِ لا يَشْكُره اللهُ، ولا يُثْنِي عليه كمَا أثْنى على المُحْسِنِيْن في كتابِه.
وعلى تقدير [رَفْع] الأوَّل ونَصْب الثَّاني: مَنْ لَمْ يَشْكُرُه النَّاسُ لم يَشْكُرِ اللهَ، وهذا العنوانُ لا يَخْلُو عن بُعْدٍ، والأقربُ مَنْ لم يشكر اللهَ لم يَشْكُرْه الناسُ إلا أن يُؤوَّلَ علَى العِلْم، أي: لم يشْكُره النَّاسُ بعلم أنَّه ما شَكَر اللهَ؛ لأنَّه لو شَكَرَه لشَكَرَه النَّاسُ، فعدم شكرِهم دَليلٌ على أنَّه غيرُ شاكرٍ للهِ تعالى، فافْهَمْ (٢).
(١) راجع: صحيح مسلم، كتاب الجنائر، باب: من يثنى عليه خيرا أو شرا من الموتى، ح:٩٤٩، وسنن النسائي، كتاب الجنائز، باب: الثناء، ح: ١٩٣٤. (٢) راجع: عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي لابن العربي: ٨/ ١٠٣.