وثَوْبٌ خَلٌّ وهو الَّذِي أَخَذ منه البِلَى. ومنه سُمِّي الفَقِيرُ خَلِيلًا. قَالَ زُهَيْرٌ:
وإِنْ أتاهُ خَلِيلٌ يَوْمَ مسِألةٍ ... يقُول لا غائِبٌ مالي ولا حَرِمُ ١
وفيه وجه آخر: وهو أن يكون المَخْلول هُوَ الَّذِي فُطِمَ حديثًا وذلك أنّهْم إذا أرادُوا فِطامَه عَمَدوا إلى خِلالٍ فشَدُّوه فوق أَنفِه وتركوه ناتئًا منه حتّى إذا أراد الرّضاع نَخَس الخِلالُ ضَرْعَ النَّاقة فَزَبَنَتْهُ فيُهْزَل عند ذَلِكَ الفَصِيل وأما المَحْلُولُ فهو الَّذِي حُلَّ عَنْ أوْصَالِه اللَّحْمُ فعَري منه.
وقوله: فتّلها إِلَيْهِ معناه أناخها إِلَيْهِ من قولك: تلَلْتُ الرَّجُلَ إذا صرَعْتَه. قَالَ الله تعالى:{وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} ٢.
ومن هنا حديثه الآخر أنّه قَالَ:"أُتِيتُ بمفاتيحِ الأرضِ فَتُلَّتْ في يَدي" ٥. أي أُلْقِيَت إليَّ وتُرِكَت في يَدِي.
وَمِثْلُهُ حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ حَدَّثَنِيهِ خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدّ نا حَامِدُ بْنُ سَهْلٍ نا أَبُو مُصْعَبٍ نا مَالِكٌ عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ سَهْلِ
١ اللسان والتاج "حرم" والديوان /٥٣. ٢ سورة الصافات: ١٠٣. ٣ في الديوان /٦٣ قصيدة على الوزن والقافية وليس فيها هذان البيتان. ٤ ت, ح: "يريد خباء له رواق" والمثبت من س, م, ط. ٥ أخرجه الإمام أحمد في مسنده بهذا اللفظ ٢/ ٥٠٢ وفي البخاري ٩/ ٤٣ ومسلم ١/ ٣٧١ وغيرهما بلفظ: "فوضعت في يدي".