وكان من مذاهبهم أن يَعْمِدوا إلى راحلة الميِّت فيَعقلُوهَا عَلَى قبره لا يَسقُونَها حتّى تَهْلِك عطشًا وكانوا يُسَمُّونها البلية قال الشاعر:
كالبلايا رؤوسها في الوَلايا ... مَانِحات السَّمُومِ حُرَّ الخُدُود ٢
والولايا البَراذِعُ واحدتها وَلِيَّةٌ كانوا يُعلِّقونها في أعناقها وكان من تأويلهم في ذَلِكَ أنَّ صاحبَها يُحْشر في القيامة عليها وأَنَّ مَنْ لَم يُفْعل بِهِ ذَلِكَ بعد موته حُشِر مَاشِيًا وكان هذا صنِيع مَنْ يؤمن بالبَعْث منهم ورووا في هذا لِخْزَيْمَة ٣ بْن أُشَيْم الفَقْعَسيّ أَنَّهُ أوصى ابنه سعدا عند موته فَقَالَ:
فلقَلَّ لي مِمَّا جمعت مطية ... في الحشر أركبهاإذا قِيل ارْكَبُوا
فأما الحديثُ في معاقرة الأعراب ٤ فهي أن يتبارى الرجلان
١ ت: "فاعقر له" بدل "فاعقر به". ٢ اللسان والتاج "بلا" وعزي لأبي زبيد. وهو في شعر أبي زبيد /٥٦ وجاء بروايات مختلفة. ٣ س: "لجذيمة بن أشعف الفقعسي". ٤ أخرجه أبو داود في الأضاحي ٣/ ١٠١ بلفظ: "نهى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم عن معاقرة الأعراب".