وأما قوله:{بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ} ٧ فإنه يريد -والله أعلم- أنه أوجدَه بالكلمة وكوَّنَه بها وهي قوله: كُنْ من غير تَوْلِيدٍ من فَحْل أو تَنْسِيلٍ من ذكر وهو معنى قولِه: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ} ٨ ولم يُرِد -واللهُ أَعْلَم- أنَّ عِيسَى هُوَ الكلمةُ نَفسُها ألا تراه يقول اسمُه المَسِيح ولو أَرادَ الكلمةَ لقال اسمُها المسيح.
فأما قَولُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"أَعوذُ بكَلماتِ الله التَّامَّات" ٩ فإِنّ كلمتَه القُرآنُ وصَفَةُ بالتّمام تنزيهًا له عن أن يَلحقَه نقصٌ أو عيبٌ كما يوجد ذَلِكَ في كلام الآدمِيِّين.
١ سورة البقرة: ٢٧. ٢ سورة الأعراف: ٢٣. ٣ سورة التحريم: ١٢ ٤ سورة مريم:٣٠. ٥ سورة مريم: ٣١. ٦ سورة الكهف: ١٠٩. ٧ سورة آل عمران: ٤٥. ٨ سورة آل عمران: ٥٩. ٩ رواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء ٤/ ٢٠٨٠ – ٢٠٨٠ - ٢٠٨١ وغيره.