فتأمل قوله فجعلوا يتشاورون بينهم فإنه قد صرح بأنها لم تكن فجاءة وأن القوم لم يعطوا الصفقة إلا بعد التشاور والتناظر واتفاق الملأ منهم على التقديم لحقه والرضا بإمامته والأخبار في هذا الباب كثيرة وفيما أوردناه كفاية.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ وكلام أبي عبيد في الفصل الأول إذا تأملته تبينت منه نفس هذا المعنى وعلمت أَنَّهُ إنما منع في الجملة ما أعطاه في التفصيل وذلك أَنَّهُ قَالَ إنما كانت بيعته فجاءة لأنه لم ينتظر بِهَا العوام وإنما ابتدرها أكابر
١ مثل أورده العسكري "٢/ ٣٢٩" والميداني "٢/ ٢٣٠". ٢ سورة التوبة: "٤٠". ٣ من د. ٤ أخرجه الترمذي في الشمائل "٢٠٧" بلفظ "بيعة حسنة جميلة" في حديث طويل وأخرجه ابن ماجة في الصلاة "١/ ٣٩٠" مختصرا وأخرجه النسائي في السنن الكيرى كما في تحفة الأشراف "٣/ ٢٥٤" وذكره الهيثمي في مجمعه "٥/ ١٨٢" وعزاه للطبراني.