قَالَ أَبُو زيد: الهَجِيسَةُ الغَرِيض من اللَّبَن قَال: والخَامِطُ والسَّامِطُ مِثْلُه هذا الأَصْلُ في ذلك ثُمَّ اسْتُعِير واسْتُعْمِلَ في الخُبْزِ وغَيْرِه.
ورَوَاهُ بَعْضُهُم مُتَجَمِّس وهو غَلَطٌ.
وَقَالَ الرَّبِيعُ بن زياد الحارِثي: وكان عاملًا لعُمَر على البَحْرين حَضَرْتُ طَعَام عُمَر فَدَعا بخُبْزٍ يَابِس وأَكْسَارَ بعير فَقُلْتُ يا أميرَ المُؤْمِنِين إنَّ النَّاسَ يَحْتَاجُون إلى صَلاحِك فَلَو عَمَدت لِطَعَامٍ أَلْيَنَ مِن هَذا فَزَجَرَني ثُمَّ قَال: كَيْفَ قُلتَ فَقُلْتُ يا أميرَ المُؤْمِنِين إنَّ تنظر إلى قُوتِكَ من الطَّحِين فيُخْبَزُ لَكَ قبل إرادتِكَ إيَّاهُ بِيَوم ويُطْبَخُ اللَّحْمَ كَذَلك فَتُؤْتَي بالخُبْزِ لَيِّنًا وباللَّحْمِ غَرِيضًا فَسَكن من غَرْبه وَقَالَ: أهاهنا غُرْتَ فَقُلْتُ نَعَم
فَقَال: يا ربيعُ إن اللَّه نَعَى على قَوْمٍ شَهَواتِهِم
[٢٣] قوله: أَكْسَار جَمْعُ كَسْر وهو عَظْمٌ / يَنْفَصِلُ بِمَا عليهِ ٣ من اللَّحْمِ والغريض الطري.
١ أخرجه سعيد بن منصور في سننه "٢/ ١٩٩" في قصة طويلة بهذا المعنى بألفاظ أخرى, عن أبي وائل وانظر الفائق "هجس" "٤/ ٩٤" والنهاية "هجس" "٥/ ٢٤٧" بلفظ "بلحم عبيط". ٢ أخرجه ابن قتيبة في عيون الأخبار "١/ ٥٢" بنحوه بألفاظ متقاربة وهو في كنز العمال "١٢/ ٦٢٤" بألفاظ أخرى والنهاية "عرض" "٣/ ٣٦٠" والآية في سورة الأحقاف: ٢٠. ٣ ط: "ينفصل عما غليه".