قَالَ أبو سليمان: مَنِيحَةُ الوَرِق هي القَرْضُ قاله أحمد بْن حنبل. ومعنى المنيحة إباحة المنفعة مع استِيفاء الرَّقبَة. ومنه مَنِيحة الغَنَم وهو أن تمنَحه شاةً حَلُوبًا يشرب لَبَنَها فإذا لَجَّبَتْ ٢ رَدَّها إلى صاحِبَها.
قَالَ أبو سليمان: في هذا دلالة عَلَى أنّ عَيْن القَرْض ما دامت باقِيةً كانت مِلْكًا لِلْمُقْرِض وإن كانت دراهم أو دنانير كغيرها من المتاع.
وقوله: هدى زُقَاقًا معناه تَصدَّق بزُقاق من النّخل فجعله هَدِيًّا. والزُّقَاق الطريقة المستوية المُصْطَفَّة من النخل وهو السِّكَّةُ أيضًا إلا أنّ السِّكّة أَوْسَع من الزُّقاق.
ويحتمل أن يكون معنى قولِه: هَدَى زُقاقًا من هِداية الطَّريق والدَّلالَة عليه والله أعلم.
١ في التقريب ٣/ ٣٧٩: طلحة بن مصرف بن كعب اليامي بالتحتانية الكوفي ثقة قارئ فاضل. ٢ القاموس "لجب": لجبت الشاة قل لبنها وغزر لبنها "ضد". ٣ أخرجه الإمام أحمد في مسنده ٣/ ٤٦٨ بلفظ: "مهرة مأمورة" بدل "فرس مأمورة" والحديث في الفائق "سكك" ٢/ ١٨٩ برواية: "ومهرة مأمورة" وجاء في الشرح: المأبورة الملقحة والمأمورة الكثيرة النتاج وكان ينبغي أن يقول المؤمرة ولكن زاوج بها المأبورة كماقال: "مأزورات غير مأجورات". وعن أبي عبيدة: أمرته بمعنى آمرته: أي كثرته ولم يقله غره. ويجوز أن يراد أنها لكثرة نتاجها كأنها مأمورة بذلك.