انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي إلَى رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ، قَالَ أَبِي: مَنْ هذَا؟ قُلْتُ: لا أَدْرِي. قَالَ: هذَا رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-. قَالَ: فَاقْشَعْرَرْتُ حِينَ قَالَ ذلِكَ، وَكُنْتُ أَظُن أَنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يُشْبهُ النَّاسَ، فَإِذَا لَهُ وَفْرَة بِها رَدْع مِنْ حِنَّاءٍ، وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ أَبِي، فَأَخَذَ يُحَدِّثُنَا سَاعَةً. قَالَ:"ابْنُكَ هذَا؟ " قَالَ: إي، وَرَبِّ الْكَعْبَةِ (١) أَشْهَدُ بِهِ. قَالَ:"إنَّ ابْنَكَ هذَا لا يَجْنِي عَلَيْكَ وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ". ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ الله-صلى الله عليه وسلم-: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[الأنعام: ١٦٤] ثُمَّ نَظَرَ إلَى السِّلْعَةِ الَّتِي بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَقَالَ: يَا رسول الله، إنِّي كَاَطَبِّ الرِّجَالِ، أَلا أُعَالِجُهَا؟. قَالَ:"طَبِيبُهَا (١١٥/ ١) الّضذِي خَلَقَهَا"(٢).
= وقال الترجمة (٢٩٥٥): "أبو رمثة التيمي من تيم الرباب، ويقال التميمي من ولد امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم، قدم على النبي- صلى الله عليه وسلم- مع أبيه، فقال له رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (ما هذا منك)؟ قال: ابني. قال: (أما ابنك لا تجني عليه ولا يجني عليك). اختلف في اسمه اختلافاً كثيراً فقيل: حبيب بن حبان، وقيل: حبان بن وهب، وقيل:. رفاعة بن يثربي، وقيل: عمارة بن يثربي بن عوف، وقيل: يثربي بن عوف، عداده في الكوفيين، روى عنه إياد بن لقيط". وانظر "أسد الغابة" ٦/ ١١١ - ١١٢، والإصابة ١١/ ١٣٣ - ١٣٤، وطبقات خليفة ص (٢٩٢). وخالفه المزي فقال في "تهذيب الكمال" ٣/ ١٦٠٥: "أبو رمثة البلوي، ويقال: التميمي، ويقال: التيمي، منا تيم الرباب، له صحبة. قيل: اسمه رفاعة بن يثربي ... ". والله أعلم. (١) في (س): "والكعبة" وهو خطأ. (٢) إسناده صحيح، عبيد الله بن إياد قال ابن معين في التاريخ-٣/ ٢٧٤ برقم =