١٢٠٢ - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا محمد بن عباد المكي، حدثنا محمد بن لسُليمان بن مَسْمُول، قال: سمعت القاسم بن مخول البهزي، ثم السلمي، قال: سَمِعْتُ أبِي- وَكَانَ قَدْ أدْرَكَ الْجَاهِلِيةَ وَالإسْلامَ- يَقُولُ: نَصَبْتُ حَبَائِلَ لِي بِالأبْوَاءِ، فَوَقَعَ فِي حَبْل مِنْهَا ظَبْيٌّ فَأُفْلِتَ بِهِ، فَخَرَجْتُ فِي أثَرِهِ، فَوَجَدْتُ رَجُلاً قَدْ أخَذَهُ، فَتَنَازَعْنَا فِيهِ إلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَوَجَدْنَاهُ نَازِلاً بِالأبْوَاءِ تَحْتَ شَجَرَةٍ يَسْتَظِلُّ بِنِطْع (١) فَاخْتَصَمْنَا إِلَيْهِ، فَقَضَى بِهِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَنَا شَطْرَيْنِ. فَقُلْتُ: يَارسول الله، نَلْقَى الإِبِلَ وَبِهَا لَبُون (٢)، وَهِيَ مُصَرَّاةٌ، وَهُمْ مُحْتَاجُونَ؟، قَالَ:"نَادِ صاحِبَ الإبِلِ ثَلَاثاً، فَإنْ جَاءَ، وَإلَاّ فَاحْلُلْ صرَارَهَا ثُمَّ اشْرَبْ، ثُمّ صُرَّ، وَأبْقِ لِلَّبَنِ دَوَاعِيَهُ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله. الضوَالُّ تَرِدُ عَلَيْنَا، هَلْ لَنَا أجْرُ أنْ نَسْقِيَهَا؟.
= والخطيب أنهم قالوا: "الصحيح أنه عن سماك مرسلاً". نقول: الإرسال ليس بعلة ما دام من رفعة ثقة، وليس بغريب على مثل قتادة أن يكون للحديث عنده طريقان أو أكثر، والله أعلم. ويشهد له حديث أبي موسى الأشعري عند الحاكم ٤/ ٩٥ وصححه ووافقه الذهبي، وقد خرجناه في المسند برقم (٧٢٨٠). وانظر نصب الراية ٤/ ١٠٨ - ١١٠، وتلخيص الحبير ٤/ ٢٠٩ - ٢١٠، ونيل الأوطار ٩/ ٢١٣ - ٢١٥، والمحلَّى ٩/ ٤٣٧، وجامع الأصول ١٠/ ١٨٨. (١) في الأصلين "بقطع" وهو تحريف. والنطع: بساط من الجلد، وهو البساط الذي كان يقتل فوقه المحكوم بالقتل، جمعه: أنطاع، ونطوع، وأنطع. (٢) اللبون من الشاةَ والإبل: ذاتُ اللبن غزيرة كانت أم بكيئة.