للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"مِن محاسن الإسلام أنه قد ضَمِنَ للمسلمة الحياةَ السعيدة الشريفة قبل وجودها وبعده في جميع أدوار حياتها -كما ضَمِنَها للرجل كذلك-؛ فأَمَرَ كلًّا مِن الزوجين أنْ يختار زوجَه صاحبَ دِينٍ وخُلُق مِن أسرة محترمة محافظة شريفة؛ ليكون هذا الاختيار سببًا في نجابة الولد وصلاحه، وبِرِّه بوالديه.

وأَمَرَ اللهُ سبحانه في دِينِ الإسلام بالإحسان إلى الأولاد عامة والبنات خاصة.

ووَعَدَ المحسن إلى بناته بالجنة وسعادة الدنيا والآخرة.

وقد جعل اللهُ سبحانه تربيةَ البنت وإكرامها أفضلَ مِن تربية الابن، وقد وصف النَّبِيُّ المحسن لبناته بأنهن سِترٌ له عن النار.

وهَيَّأَ اللهُ سبحانه للمرأة المسلمة الحياةَ الزوجية السعيدة المبكرة بأنْ جَعَلَ تكاليف الزواج مِن المهر وغيره على الزوج؛ ولذا فإنها لا تتحمل همَّ التكاليفِ الزوجيةِ كما هو الحال عند الغربيين وغيرهم مِن غير المسلمين، ومِن المسلمين الذين يعيشون بعيدين عن تعاليم الإسلام السامية.

ولكنها -المرأةَ المسلمةَ- تختار مَن يعجبها مِن الخُطَّاب وتتزوجه، وفي الوقت نفسه؛ فإنَّ اللهَ سبحانه ورسولَه يأمرها ويأمر وليَّها -الذي له الوِلاية عليها- أنْ يتسامحا مع الزوج في المهر والتكاليف الزوجية؛ فيقبلان منه ما تيسر مِن المال، وإنْ كان الزوج فقيرًا لا دخْل له وقد توافر فيه الشرطان الأساسيان للزوج الصالح -وهما التمسكُ بدين الإسلام، والخُلُق الفاضل الشريف- فإنَّ المرأةَ ووليَّها يرحبان به، لأنَّ الأسرة المسلمة تريد لابنتها الزوجَ الصالحَ الذي يكرمها ويحميها ويُعِفُّها جنسيًّا بالزواج المشروع، وفي الوقت نفسه ربَّتْها أسرتُها على أنْ تُساعد الزوجَ بما يُخفف عنه تكاليفَ الحياة الزوجية وذلك بحفظ ماله والاقتصاد في الصرف.

وفي الوقت نفسه سمح لها الإسلامُ بالعمل المناسب لفطرتها وخلقتها

<<  <   >  >>