وإنَّ أعظمَ فطرة حرص عليها الإسلام وأشاد بها هي فطرةُ التوحيد، والتعلقُ بالخالق سبحانه، وهي عقيدةُ التوحيد، عقيدةُ أنْ لا إله إلَّا الله؛ عقيدةُ أنْ لا معبودَ بحق إلَّا الله.
قال تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الروم: ٣٠]، فالفِطرُ السليمةُ مجبولةٌ على عبادة الله وحده لا شريك له، فقوله تعالى: ﴿ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ﴾ يبين أنَّ أقومَ الأديان ما بُني على الإخلاص، كيف لا وهو يدعو الناس جميعًا إلى كلمة سواءٍ وهي العودة إلى إله واحد، وهو الذي خَلَقَ الخَلْقَ جميعًا، وهو الذي يحاسبهم جميعًا؟!
فتأملْ قولَه تعالى في محاجَّة أهل الكتاب بذلك: ﴿قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ﴾ [البقرة: ١٣٩].