للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فسبحان الحكيم الخبير، ﴿الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ [هود: ١].

ومنها: أنَّ الإناثَ كلَّهن مستعداتٌ للزواج، وكثير من الرجال لا قدرة لهم على القيام بلوازم الزواج لفقرهم، فالمستعدون للزواج من الرجال أقلُّ من المستعدات له من النساء؛ لأن المرأةَ لا عائقَ لها، والرجلُ يعوقه الفقر وعدم القدرة على لوازم النكاح، فلو قَصَر الواحدُ على الواحدة لضاع كثيرٌ من المستعدات للزواج أيضًا بعدم وجود أزواج!

فيكون ذلك سببًا لضياع الفضيلة وتفشي الرذيلة والانحطاط الخلُقي، وضياع القيم الإنسانية، كما هو واضح" (١) (٢).

٦ - حثَّ سبحانه على الزواج، وجعل التكاثر في النسل مدعاة لمباهاة النَّبِيِّ بذلك يومَ القيامة، وفي هذا تكثير النسل المسلم النافع الذي بصلاحه يصلح العالَم.

قال : «تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ؛ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ» (٣).

وأما دعوى ضِعاف التوكل أنَّ كثرةَ النسل يؤدي إلى الفقر، وكثرة البطالة! فمردودٌ.

فقد تكفل سبحانه -وهو الغني الكريم- بأرزاق العباد، قال سبحانه: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ﴾ [التوبة:٢٨].

وقال أيضًا سبحانه: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾ [هود:٦].


(١) أضواء البيان (٣/ ٤٩٤).
(٢) ومن جهة أخرى؛ نقول -ردًّا على مانعي التعدد -: لو أجري استبيانٌ للنساء العوانس، وللمطلقات والأرامل -ولأوليائهن من الرجال-؛ هل يفضلون بقاءهن هكذا؟ أم أن يحصل التعدد بهن؛ فماذا يكون الجواب؟ حتمًا بلا شك؛ أنهم يفضلون التعدد بكونها زوجة ثانية على العنوسة والبقاء بلا زوج.
(٣) صحيح. أبو داود عن معقل بن يسار مرفوعًا. صحيح أبي داود (٢٠٥٠).

<<  <   >  >>