قدامة بن موسى، عن عبد العزيز بن رمانة عن عروة بن الزبير، عن نوفل بن معاوية الديلي، قال: لما صلى خبيب الركعتين حملوه إلى خشبة، فأوثقوه ربطًا، ثم قالوا له: ارجع عن الإسلام، قال: لا والله لا أفعل، ولو أن لي ما في الأرض جميعا، قال: فجعلوا يقولون له: ارجع عن الإسلام، وهو يقول: لا والله لا أرجع أبدًا، فقالوا له: واللات والعزى لئن لم تفعل لنقتلنك، قال: إن قتلي في الله لقليل، ثم قال: اللهم إني لا أرى هنا إلا وجه عدو، وليس هاهنا أحد يبلغ رسولك عني السلام، فبلغه أنت عني السلام، قال: وحدثني أسامة بن زيد عن أبيه، أن رسول الله ﷺ كان جالسًا مع أصحابه إذ قال: وعليه السلام ورحمة الله، فقيل له في ذلك، فقال: هذا جبريل يقرئني السلام من خبيب، قال: ثم دعوا من أبناء من قتل ببدر أربعين غلامًا، فقالوا لهم. هذا الذي قتل أباكم، فطعنوه برماحهم حتى قتلوه، قال: وكان عقبة بن الحارث يقول: والله ما أنا بالذي قتلت خبيبًا، أن كنت يومئذ لغلامًا صغيرًا، ولكن رجلًا من بني عبد الدار يقال له: أبو ميسره، أمسك بيدي على الحربة، ثم (جعل)(١) يطعنه حتى قتله. وأخرجه البخاري (٢) مطولا، وليس فيه أنه صلب، ولا أنه أكره، وأما:
(٩٠٨) قوله: وسماه سيد الشهداء، وكذا:
(٩٠٩) قوله: هو رفيقي في الجنة، فقال المخرجون: لم نره.
وورد تسمية حمزة "سيد الشهداء" أخرجه الحاكم (٣) من حديث جابر، وأخرجه هو والطبراني (٤) من حديث علي، وفيه قصة. وروى البزار (٥) من حديث زيد بن أرقم، أن النبي ﷺ قال. "نعم المرء بلال، وهو سيد الشهداء". والله أعلم.
(١) ليست في (م). (٢) صحيح البخاري (٤٠٨٦) (٥/ ١٠٣). (٣) المستدرك (٢٥٥٧) (٢/ ١٣٠). (٤) المعجم الكبير (٢٩٥٨) (٣/ ١٥١). (٥) مسند البزار (٤٣٣٨) (١٠/ ٢٤١).