وأخرج إسحاق وعبد الرزاق (١) والطبراني (٢)، عن (أبى)(٣) ماجد الحنفي، قال:"جاء رجل بابن أخ له إلى عبد اللَّه سكران، فقال: إني وجدت هذا سكران، فقال عبد اللَّه: ترتروه، ومزمزوه، واستنكهوه، قال: فترتر ومزمز واستنكه، فوجد منه ريح الشراب، فأمر به عبد اللَّه إلى السجن، ثم أخرجه من الغد ثم أمر بسوط فدقت ثمرته حتى آضت له مخفقة، ثم قال للجلاد: اجلد وأرجع يدك وأعط كل عضو حقه، فضربه ضربًا غير مبرح، أوجعه وجعله في قباء وسراويل أو قميص وسراويل، ثم قال: بئس واللَّه والي اليتيم ما أدبت فأحسنت الأدب، ولا سترت الخزية … الحديث".
قلت: أخرجه الحارثي في مسند أبي حنيفة (٤)، والكرخي في مختصره بنحو هذا دون قول المصنف:"فإن وجدتم رائحة الخمر فاجلدوه" وفي روايتهما: "ثم دعا جلادًا، فقال: أجلد وارفع يدك في جلدك ولا تبد ضبعك، ثم أنشأ عبد اللَّه يعد حتى إذا استكمل ثمانين جلدة ثم خلى سبيله، فقال الشيخ: يا أبا عبد الرحمن، واللَّه إنه لابن أخي ومالي ولد غيره، فقال: بئس لعمر اللَّه والي اليتيم أنت كنت ما أحسنت أدبه صغيرا، ولا سترته كبيرا … الحديث".
[تنبيه]
أخذ بعض الناس من هذا، ومما أخرجه البخاري (٥)، عن علقمة، قال: "قرأ عبد اللَّه سورة يوسف بحمص، فقال رجل: ما هكذا أنزلت، فدنا منه عبد اللَّه، فوجد منه ريح الخمر، فقال له: أتشرب الخمر وتكذب بالكتاب؟ واللَّه لهكذا أقرأنيها رسول
(١) مصنف عبد الرزاق (١٣٥١٩) (٧/ ٣٧٠). (٢) المعجم الكبير (٨٥٧٢) (٩/ ١٠٩). (٣) في (م) (ابن) والمثبت من مصنف عبد الرزاق (١٣٥١٩) (٧/ ٣٧٠) والمعجم الكبير (٨٥٧٢) (٩/ ١٠٩). (٤) مسند أبي حنيفة رواية الحصكفى (كتاب الحدود). (٥) صحيح البخاري (٥٠٠١) (٦/ ٨٦).