الجارود (١). وفي رواية الحاكم (٢)، وأبي داود (٣)، قال:"كانت جميلة امرأة أوس بن الصامت، وكان امرأ به لمم، فإذا اشتد لممه، ظاهر من امرأته، الحديث". وعن ابن عباس قال: "كان الظهار في الجاهلية يحرم النساء فكان أول ظهار في الإسلام أوس بن الصامت، وكانت امرأته خويلة بنت خويلد، وكان الرجل ضعيفًا وكانت المرأة جلدة، فلما أن تكلم بالظهار قال: لا أراك إلا قد حُرمت عليّ فانطلقي إلى رسول الله ﷺ لعلك تبتغي شيئًا يردك عليَّ. فانطلقت فأتت النبي ﷺ وماشطة تمشط رأسه فقالت: يا رسول الله إن أوس بن الصامت من قد علمت في ضعف رأيه وعجز مقدرته وقد ظاهر مني يا رسول الله ﷺ. وأحق من عطف عليه بخير إن كان أنا أو عطف عليه بخير إن كان عنده هو، فقد ظاهر مني يا رسول الله، فابتغي شيئًا يردني إليه، بأبي أنت وأمي. قال: يا خويلة ما أمرنا بشيء من أمرك، وإن نؤمر فسأخبرك، فبينا ماشطته قد فرغت من شِق رأسه وأخذت في الشق الآخر أنزل اللَّه ﷿، وكان إذا نزل عليه الوحي يربد لذلك وجهه حتى يجد برده فإذا سُري عنه عاد وجهه أبيض كالقلب ثم تكلم بما أمر به فقالت ماشطه: يا خويلة إني لأظنه الآن في شأنك، فأخذها أفكل استقبلتها رعدة ثم قالت: اللهم إنى أعوذ أن تنزل فيَّ إلا خيرًا فإني لم أبغ من رسولك إلا خيرًا، فلما سُري عنه قال: يا خويلة قد أنزل الله فيك وفي صاحبك فقرأ ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا﴾ إلى قوله: ﴿ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا﴾ فقالت: يا رسول الله ما له خادم غيري ولا لي خادم غيره قال: ﴿فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ﴾، فقالت: والله إن لم يأكل في اليوم مرتين يسدر بصره قال: ﴿فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا﴾، فقالت: ما لنا اليوم وقية، قال: مريه فلينطلق إلى فلان فليأخذ منه
(١) المنتقى لابن الجارود (٧٤٦) (١/ ١٨٦). (٢) المستدرك (٣٧٩٢) (٢/ ٥٢٣). (٣) سنن أبي داود (٢٢١٩) (٢/ ٢٦٧).