١ - (منها): أنه من سُداسيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-، وله فيه شيخان قَرَن بينهما، ثم قال:"قال ابن عُبيد: حدّثنا أبو عوانة. . . إلخ"؛ إشارة إلى اختلافهما في صيغة الأداء، وأن قُتيبة لم يصرّح بالتحديث.
٢ - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، سوى شيخه ابن عُبيد، فتفرّد به هو وأبو داود والنسائيّ.
٣ - (ومنها): أنهم ما بين بغلانيّ، وهو قتيبة، وواسطيّ، وهو أبو عوانة، ومدنيّين، وهما: عائشة وسعد، وبصريين، وهم الباقون.
٤ - (ومنها): أن فيه ثلاثة من التابعين روى بعضهم، عن بعض: قتادة، عن زُرارة، عن سعد.
٥ - (ومنها): أن فيه عائشة -رضي اللَّه عنها- أفقه نساء الأمة، وأكثرهنّ روايةً، روت (٢٢١٠) من الأحاديث.
شرح الحديث:
(عَنْ عَائِشَةَ) -رضي اللَّه عنها- أنها (قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ) أي: الحاذق بها، يقال: مَهَرَ في العلم وغيره يَمْهَرُ بفتحتين مُهُورًا ومَهَارَةً، فهو ماهرٌ؛ أي: حاذقٌ عالمٌ بذلك، ومَهَرَ في صناعته، ومَهَر بها، ومَهَرَهَا: أتقنها معرفةً، قاله الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- (١).
قال القرطبيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- نقلًا عَن الهرويُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: أصل المهارة: الحِذْقُ بالسباحة، قال: ومنه قول امرئ القيس [من الرمل]:
قال المهلّب -رَحِمَهُ اللَّهُ-: المهارة في القرآن: جَوْدة التلاوة بجودة الحفظ، ولا يتردّد فيه؛ لأنه يسّره اللَّه تعالى عليه، كما يسّره على الملائكة، فهو على مثلها في الحفظ والدرجة. انتهى (٢).