وكلّهم تقدّموا قبله، فمن قبل أبي إسحاق فتقدّموا في الباب الماضي، والبراء -رضي اللَّه عنه- تقدّم في السند الماضي.
وقوله:(ضَبَابَة) بالفتح: واحد الضَّبَاب، مثلُ سحابة وسَحَاب، وهو نَذى، كالغبار يُغشي الأرض بالغدوات، قاله في "المصباح"(٢).
وقال في "القاموس" ما معناه: "الضَّباب" بالفتح: ندًى كالغيم، أو سحاب رقيقٌ كالدخان. انتهى (٣).
وقال في "النهاية": "الضبابة": هي البخار المتصاعد من الأرض في يوم الدَّجْنِ، يصير كالظُّلّة، تحجب الأبصار؛ لظلمتها. انتهى (٤).
وقوله:(أَوْ سَحَابَةٌ)"أو" الظاهر أنها هنا للشكّ من الراوي.
وقوله:(اقْرَأْ فُلَانُ) أي: استمرّ على قراءتك، و"فلانُ" منادى بحذف حرف النداء، وقد ثبت في بعض النسخ، حيث قال:"اقرأ يا فلانُ".
قال النوويُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: (اقرأ فلانُ) وفي الرواية الأخرى: "اقرأ" ثلاث مرات، معناه: كان ينبغي أن تستمرّ على قراءة القرآن، وتغتنم ما حصل لك من نزول السكينة والملائكة، وتستكثر من القراءة التي هى سبب بقائها. انتهى.
[فائدة]: قال الفيّوميُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: فلانٌ وفُلانةٌ بغير ألف ولام كناية عن الأَنَاسيّ، وبهما كناية عن البهائم، فيقال: رَكِبتُ الفلانَ، وحَلَبتُ الفلانة. انتهى (٥).
(١) وفي نسخة: "اقرأ يا فلان". (٢) "المصباح المنير" ٢/ ٣٥٧. (٣) "القاموس المحيط" ١/ ٩٥. (٤) "النهاية في غريب الحديث والأثر" ٣/ ٧٠. (٥) "المصباح" ٢/ ٤٨١.