وقوله:(أَوْ قَالَ: سِتَّ سِنِينَ) شكّ من الراوي، قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وهذا هو المشهور أن عثمان -رضي اللَّه عنه- أتمّ بعد ستّ سنين من خلافته. انتهى (١).
وقال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: الصحيح سبع سنين، قال عمران بن حصين -رضي اللَّه عنهما-: حججت مع عثمان سبعًا من إمارته، لا يُصلي إلا ركعتين، ثم صلّى بمنًى أربعًا. انتهى.
قال الجامع عفا اللَّه عنه: قوله: "الصحيح سبع سنين" فيه نظرٌ؛ لأن حديث عمران -رضي اللَّه عنه- المذكور ضعيف (٢)؛ لأن في سنده عليّ بن زيد بن جُدعان ضعيف، فالصحيح أنه ستّ سنين، كما أشار إليه النوويّ؛ فقد أخرج حديث الباب الإمام أحمد -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "مسنده" بإسناد صحيح بلفظ: "ستّ سنين من إمرته" من غير شكّ، فتنبّه، واللَّه تعالى أعلم.
وقوله:(ثُمَّ يَأْتِي فِرَاشَهُ) أي: دون أن يصلي راتبة بعدها، وفي رواية النسائيّ:"ثم انصرف إلى طِنْفِسة له".
وقوله:(فَقُلْتُ: أَيْ عَمّ) وفي نسخة: "فقلت له: أي عمّ"، "وأي" حرف نداء، "عمّ" منادى مضاف إلى ياء المتكلّم، ويجوز فيه ستّ لغات، وقد أشار ابن مالك -رَحِمَهُ اللَّهُ-، في "الخلاصة" إلى خمس منها، فقال:
فيجوز هنا: أي عَمِّ؛ أي عَمِّي؛ أي عَمِّيَ، أَي عَمَّا، أَيْ عَمَّ، هذا ما أشار إليه في النظم، والسادس: أي عَمُّ بالضمّ؛ تشبيهًا له بالمفرد، وقد تقدّم البحث في هذا مستوفًى في "كتاب الإيمان" في شرح قوله: "يا عمّ قل: لا إله إلا اللَّه. . . " الحديث.
وقوله:(لَوْ صَلَّيْتَ بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ)"لو" حرف تَمَنٍّ، فلا تحتاج إلى جواب؛ أي: أتمنّى لك أن تصلي ركعتين، ويَحْتَمِل أن تكون شرطيّة، والجواب محذوف: أي: لكان حسنًا، وأراد بالركعتين المطلوبتين نافلة الراتبة.
وقوله:(قَالَ) وفي نسخة: "فقال"(لَوْ فَعَلْتُ لَأَتْمَمْتُ الصَّلَاةَ) أي: لو
(١) "شرح النوويّ" ٥/ ١٩٨ - ١٩٩. (٢) أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنّفه" ٢/ ٢٠٧.