(عَنْ خبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ) بتصغير الاسمين، أنه (قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ شُرَحْبِيلَ) -بضمّ الشين المعجمة، وفتح الراء، وسكون الحاء المهملة- (ابْنِ السِّمْطِ) -بكسر السين، وإسكان الميم- ويقال: السَّمِط -بفتح السين، وكسر الميم- (١)(إِلَى قَرْيَةٍ، عَلَى رَأْسِ سَبْعَةَ عَشَرَ، أَوْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِيلًا) وفي الرواية التالية: "إنه أتى أرضًا يقال لها: دُومين، من حمص على رأس ثمانية عشر ميلًا"(فَصَلَّى) شُرَحبيل (رَكْعَتَيْنِ) أي: صلى الصلاة الرباعيّة ركعتين قصرًا (فَقُلْتُ لَهُ) مقول القول محذوف؛ أي: لماذا فعلت هذا؟، أو لماذا قصرت؟، وفي رواية النسائيّ:"فسألته عن ذلك؟ "؛ أي: سألته عن كونه قصر الصلاة في هذه المسافة (فَقَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ) بن الخطّاب -رضي اللَّه عنه-.
[تنبيه]: قوله: "رأيت عمر" -رضي اللَّه عنه- هكذا النسخ التي بين أيدينا، وهو الصواب، ووقع عند بعضهم:"رأيت ابن عمر"، وهو وَهَمٌ.
قال الحافظ أبو عليّ الحيّانيّ بعد أن أورد الحديث بلفظ:"رأيت ابن عمر صلّى. . . إلخ" ما نصّه: هكذا في نسخة ابن الحذّاء: "رأيت ابن عمر"، والصواب:"رأيت عمر"، وكذلك رواه أبو أحمد الْجُلُوديّ:"رأيت عمر"، والحديث محفوظ لعمر، قال: وكذلك خرّجه ابن أبي شيبة، وأبو بكر البزّار، وغيرهما عن عمر -رضي اللَّه عنه-. انتهى (٢).
(صَلَّى بذِي الْحُلَيْفَةِ) تقدّم ذكرها قبل حديث (رَكْعَتَيْنِ، فَقُلْتُ لَهُ) أي: سألت عمر -رضي اللَّه عنه- عن قصره في تلك المسافة (فَقَالَ: إِنَّمَا أَفَعَلُ) وفي نسخة: "إنما فعلتُ"(كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَفْعَلُ) أي: فإنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يقصر في مثل هذا، أو أراد فعله -صلى اللَّه عليه وسلم- في حجة الوداع حيث صلّى هناك العصر ركعتين، واللَّه تعالى أعلم.
وقال النوويّ: هذا الحديث مما قد يتوهم أنه دليلٌ لأهل الظاهر، ولا دلالة فيه بحال؛ لأن الذي فيه عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وعمر -رضي اللَّه عنه- إنما هو القصر بذي