أَحَدًا) حُذف منه حرف الجرّ؛ لأن شعر يتعَدّى به أي بأن أحدًا (حَفِظَهُ كَمَا حَفِظْتُهُ) قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: ضبطناه "حَفِظته" بضمّ وفتحها، وكلاهما حسن. انتهى (١)، أي فيكون المضموم خطابًا لعبد اللَّه بن رَباح، والمفتوح إخبارًا من عمران -رضي اللَّه عنه- عن نفسه، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي قتادة -رضي اللَّه عنه- هذا متّفقٌ عليه (٢).
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٥٧/ ١٥٦٢](٦٨١)، و (البخاريّ) في "مواقيت الصلاة"(٥٩٥) و"التوحيد"(٧٤٧١)، و (أبو داود) في "الصلاة"(٤٣٧ و ٤٣٨ و ٤٣٩ و ٤٤١)، و (الترمذيّ) فيها (١٧٧)، و (النسائيّ) في "المواقيت"(٦١٥ و ٦١٦ و ٦١٧) و"الإمامة"(٨٤٦) وفي "الكبرى"(٩١٩ و ١٥٨٢ و ١٥٨٣) و"التفسير"(١١٤٤٨)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه"(٢٢٤٠)، و (أبو بكر بن أبي شيبة) في "مصنّفه"(٢/ ٦٦)(٢٢٤٠)، و (أحمد) في "مسنده"(٥/ ٢٩٨ و ٣٠٥)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه"(٩٨٩)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(١٤٦٠ و ١٥٧٩)، و (الطحاويّ) في "شرح معاني الآثار"(١/ ٤٠١)، و (ابن الجارود) في "المنتقى"(١٥٣)، و (الدارقطنيّ) في "سننه"(١/ ٣٨٦)، و (أبو عوانة) في "مسنده"(٢١٠١)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه"(١٥٣٣)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"(١/ ٤٠٣ و ٤٠٤ و ٢/ ٢١٦)، و (البغويّ) في "شرح السنّة"(٤٣٨ و ٤٣٩)، واللَّه تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان أنه يستحبّ لأمير الجيش أن يخطبهم، وينبّههم على ما
(١) "شرح النوويّ" ٥/ ١٨٩. (٢) وأما عدّ صاحب "إرشاد الساري إلى أفراد مسلم عن البخاري" هذا الحديث في أفراد مسلم، فغير صحيح، فإن الحديث أخرجه كلاهما، كما ستراه في التخريج، فتنبّه، واللَّه تعالى الهادي إلى سواء السبيل.