[الوجه الثاني]: "فلأصلي" مثلها إلا أنها ساكنة الياء، ووجهه أن تسكين الياء المفتوحة للتخفيف في مثل هذا لغة مشهورة.
[الثالث]: "فلأصل" بحذف الياء؛ لكون اللام لام الأمر، وهي رواية الأصيليّ.
[الرابع]: "فأصلي" على صيغة الإخبار عن نفسه، وهو خبر مبتدأ محذوف، تقديره: فأنا أصلي، والجملة جواب الأمر.
[الخامس]: "فلنصلِّ" بكسر اللام في الأصل، وبنون الجمع، ووجهه أن اللام لام الأمر، والفعل مجزوم بها، وعلامة الجزم سقوط الياء.
[السادس]: "فَلَأصلي" بفتح اللام، ورُوي هكذا في بعض الروايات، ووجهه أن تكون اللام لام الابتداء؛ للتأكيد، أو تكون جواب قسم محذوف، والفاء جواب شرط محذوف، تقديره: إن قمتم فواللَّه لأصلي لكم. انتهى (١).
[تنبيه]: قال السهيليّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: الأمر في قوله: "فلأصلِّ لكم" بمعنى الخبر، وهو كقوله تعالى:{فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا}[مريم: ٧٥] ويحتمل أن يكون أمرًا لهم بالائتمام، لكنه أضافه إلى نفسه لارتباط فعلهم بفعله. انتهى (٢).
(قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ) -رضي اللَّه عنه- (فَقُمْتُ إِلَى حَصِيرٍ) -بفتح الحاء، وكسر الصاد المهملتين- قال في "المحكم": هي سَفِيفةٌ تُصْنَعُ من بَرْديّ، وأَسَلٍ، ثم تُفْرَش، سُمِّي بذلك؛ لأنه على وجه الأرض، ووجه الأرض يُسَمَّى حصيرًا.
و"السَّفِيفة" -بفتح السين المهملة، وبالفاءين-: شيءٌ يُعْمَل من الْخُوص، كالزَّنْبِيل.
و"الأَسَلُ" -بفتح الهمزة، والسين المهملة، وفي آخره لام-: نباتٌ له أغصان كثيرةٌ دُقَاقٌ، لا وَرَقَ لها.
وفي "الجمهرة": والحصير عربيّ سُمِّي حصيرًا؛ لانضمام بعضها إلى بعض.
وقال الجوهريّ: الحصير: الباريّة، ذكره في "العمدة"(٣).