١ - (إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) ابن راهويه، تقدّم في الباب الماضي.
٢ - (الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ) أبو العبّاس الدمشقيّ، تقدّم قريبًا.
٣ - (الْأَوْزَاعِيُّ) عبد الرحمن بن عمرو، تقدّم قريبًا أيضًا.
والباقون ذُكروا في الباب.
وقوله:(إِنِّي لَأَعْقِلُ مَجَّةً مَجَّهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنْ دَلْوٍ فِي دَارِنَا) قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هكذا هو في "صحيح مسلم"، وزاد في رواية البخاريّ:"مَجّها في وجهي"، قال العلماء: الْمَجُّ طرح الماء من الفم بالتزريق، كما قال:
يَمُجُّ لُعَاعَ الْبَقْلِ فِي كُلِّ مَشْرَبِ
وإنما فعل النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ذلك مباسطةً للصبيّ، وتأنيسًا له، كما قال:"يا أبا عُمَيْرُ ما فعل النُّغَير؟ "(١)، ففيه مشروعيّة ملاطفة الصبيان، وتأنيسهم، وإكرام آبائهم بذلك، وجواز المزاح، قال بعضهم: ولعل النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أراد بذلك أن يحفظه محمودٌ، فينقله كما وقع، فتَحْصُل له فضيلةُ نقل هذا الحديث، وصحة صحبته، وإن كان في زمن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مميِّزًا، وكان عمره حينئذ خمس سنين، وقيل: أربعًا.
وفيه أيضًا دليلٌ على جواز سماع الصغير إذا عَقَل، وتثبّت، ثم أدّاه بعد بلوغه. انتهى (٢).
وقوله:(قَالَ مَحْمُودٌ: فَحَدَّثَنِي عِتْبَانُ بْنُ مَالِكٍ) هذه الرواية فيها بيان سماع محمود من عتبان -رضي اللَّه عنهما-.
(١) رواه الشيخان، وأبو داود، والترمذيّ من حديث أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه-. (٢) "شرح النوويّ" ٥/ ١٦١ - ١٦٢ بزيادة من "المفهم" ٢/ ٢٨٥.