(فَيَتَعَادُّ بَنُو الأَبِ كَانُوا مِائَةً، فَلَا يَجِدُونَهُ بَقِيَ مِنْهُمْ إِلَّا الرَّجُلُ الْوَاحِدُ) المعنى: أن جماعة من الذين حضروا القتال، وكانوا أبناء أب واحد، أو جدّ واحد يريدون أن يعدّوا أنفسهم، فلا يجدون من بقي منهم إلَّا واحدًا في مائة، ويجدون باقيهم مقتولين.
وقال القاري - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "فيتعاد" بصيغة المعلوم، وقيل: بالمجهول، من باب التفاعل، والمعنى يَعُدّ بنو الأب؛ أي: جماعة حضروا تلك الحرب كلهم أقارب، كانوا مائة، فلا يجدونه الضمير المنصوب لمائة، بتأويل المعدود، أو العدد؛ أي: فلا يجدون عددهم، أو لبني الأب؛ لأنه ليس بجمع حقيقةً لفظًا، بل معنى، كذا قيل، والحاصل أن بني الأب بمعنى القوم، والقوم مفرد اللفظ جمع المعنى، فَرُوعِيَ كلٌّ منهما، حيث قال:"فلا يجدونه بقي منهم إلَّا الرجل الواحد"، وخلاصة المعنى: أنهم يَشرَعون في عدّ أنفسهم، فيشرع كل جماعة في عدّ أقاربهم، فلا يجدون من مائة إلَّا واحدًا، وزُبدته أنه لَمْ يبق من مائة إلَّا واحد. انتهى (٢).
(فَبِأَيِّ غَنِيمَةٍ يُفْرَحُ) بالبناء للمفعول، (أَوأَيُّ مِيرَاثٍ يُقَاسَمُ) بالبناء للمفعول أيضًا، قال القاري: قوله: "فبأي غنيمة يُفرح" الفاء تفريعية، أو فصيحية، قال الطيبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هو جزاء شرط محذوف، أُبْهِم أَوّلًا في قوله: "إن
(١) "الكاشف عن حقائق السنن" ١١/ ٣٤٢٨. (٢) "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" ١٥/ ٤٠٣.