قال: والحديث لا يُحمل على هذا؛ لأن كلّ واحدة منهما ليست بغالبة للأخرى فيما تكلّمت به، بل لمجرّد حكاية ما اختصمتا به، وفيها شائبةٌ من معنى الشكاية، ألا ترى كيف قال الله تعالى للجنّة: "إنما أنت رحمتي"، وللنار: "إنما أنت عذابي"، فأقحم كلًّا منهما بما تقتضيه مشيئته. انتهى (٢).
(الْجَنَّةُ وَالنَّارُ) قال النوويّ -رحمه الله-: هذا الحديث على ظاهره، وأن الله تعالى يخلق في الجنة والنار تمييزًا يُدرِكان به، ويقدران على المراجعة،
(١) وفي نسخة: "وعرثهم". (٢) "الكاشف عن حقائق السنن" ١١/ ٣٥٩٦.