قال الجامع عفا الله عنه: قد تقدّم هذا الإسناد نفسه قريبًا (١)، فلا حاجة إلى إعادة الكلام فيه، و"جرير" هو ابن عبد الحميد، و"أبو سفيان" هو: طلحة بن نافع.
شرح الحديث:
(عَنْ جَابِرِ) بن عبد الله -رضي الله عنهما-؛ أنه (قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ:"إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ فِيهَا، وَيَشْرَبُونَ، وَلَا يَتْفُلُونَ) بضمّ الفاء، وكسرها، من بابي نصر، وضرب؛ أي: لا يبصقون (وَلَا يَبُولُونَ، وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، وَلَا يَمْتَخِطُونَ") من باب الافتعال، وروي:"ولا يتمخّطون"، من باب التفعل. (قَالُوا)؛ أي: الصحابة الحاضرون مجلس النبيّ -صلى الله عليه وسلم- حين حدّث بهذا الحديث، (فَمَا بَالُ الطَّعَامِ؟)؛ أي: فما حال الطعام الذي يأكلونه؛ أي: ما شأن فضلته؟ (قَالَ) -صلى الله عليه وسلم-: ("جُشَاءٌ) خبر لمحذوف؛ أي: هو جُشاء، وهو بضم الجيم، وتخفيف الشين المعجمة: تنفس المعدة من الامتلاء، (وَرَشْحٌ) بفتح الراء، وإسكان المعجمة؛ أي: عَرَق (كَرَشْحِ الْمِسْكِ) قال القاري -رحمه الله-؛ أي: يصير فضل الطعام جشاء؛ أي: نظيره، وإلا فجشاء الجنة لا يكون مكروهًا، بخلاف جشاء الدنيا، ولهذا قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "كُفّ عنّا جشاءك" (٢) ويصير رشحًا، وهو إما باعتبار اختلاف
(١) تقدّم قبل عشرة أبواب، "باب تحريش الشيطان، وبعثه سراياه لفتنة الناس" رقم [١٩/ ٧٠٧٩]. (٢) أشار به إلى ما أخرجه الترمذيّ (٢٤٧٨) عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: تجشّأ رجل عند =