١ - (سُهَيْلُ) بن أبي صالح ذكوان السمّان المدنيِّ، تقدّم قريبًا.
والباقون ذُكروا في الأبواب الأربعة الماضية.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد أنه من خماسيّات المصنّف -رحمه الله-، وأنه مسلسل بالمدنيين، سوى شيخه، فبغلانيّ، وفيه رواية الابن عن أبيه، وفيه أبو هريرة -رضي الله عنه- أحفظ من روى الحديث في عصره، روى (٥٣٧٤) حديثًا.
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) -رضي الله عنه-؛ (أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:"مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي) جارّ ومجرور خبر مقدّم لـ"ناس"، وقوله:(لِي) متعلّق بـ (حُبًّا) منصوب على التمييز لنسبة "أشدّ"؛ أي: أشدّ حبًّا بالنسبة إلى غيرهم في زمانهم. (نَاسٌ) بالرفع، على أنه مبتدأ موصوف بقوله:(يَكُونُونَ بَعْدِي)؛ أي: يوجدون بعد موتي، (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي)؛ أي: يتمنى رؤيتي مفتديًا (بأَهْلِهِ وَمَالِهِ") قال المظهر: الباء في "بأهله" باء التعدية، كما في قوله:"بأبي أَنت"؛ يعني: يتمنى أحدهم أن يكون يفدي بأهله وماله لو اتّفق رؤيتهم، ووصولهم إليِّ.
وقال الطيبيّ:"لو" هنا كما في قوله تعالى: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (٢)} [الحجر: ٢]، فلا بدّ لقوله:"يودّ" من مفعول، فـ"لَوْ" مع ما بعده نُزّل منزلته، كأنه قيل: يودّ أحدهم، ويُحبّ أحدهم لو رآني بأهله؛ أي: يفدي أهله وماله ليراني (١).
قال القاري: الأظهر كلام المظهر، على ما أشار إليه أن "لو" هنا حرف مصدريّ بمنزلة "أن"، إلا أنها لا تنصب، وأكثر وقوع هذه بعد وَدّ، أو يودّ، نحو:{وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ}[النساء: ٨٩]، و {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (٩)} [القلم: ٩]، و {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ}[البقرة: ٩٦]، قال في "المغني"(٢): وأكثرهم لم يُثبت ورود "لو" المصدرية، والذي أثبته الفراء، وأبو عليّ، وأبو البقاء،
(١) "الكاشف عن حقائق السنن" ١٢/ ٣٩٦٦ - ٣٩٦٧. (٢) راجع: "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" لابن هشام الأنصاريّ ١/ ٥٠٢ - ٥٠٤.